أنبياء أخر زمن
ريمونتادا

لم أدرس الإعلام قط لكنني على الأقل أفرق بين النبأ والخبر ،وقد ناقشت الأمر مرارا مع أساتذة في الإعلام وكانت نقاشاتي محل قبول وثناء
فالنبأ غيبي سيحدث مستقبلا فإذا ما حدث أصبح عندها خبرا،وقد تنبأ الأنبياء وتحققت نبوءاتهم لذلك سماهم المولى عز وجل أنبياء من النبوءة والتنبؤ ودون الخروج عن النص فإن القرآن الكريم خير معلم ونحن نقرأ “إذا زلزلت الأرض زلزالها ” فهذا نبأ سيحدث مستقبلا لا محالة وعند حدوثه يصبح خبرا لذلك قال المولى عز وجل ( يومئذ تحدث أخبارها)
مقدمتي الدسمة ليست سوى مدخلا لما يحدث في فوضى الإعلام الرياضي الجزائري ،حيث نسمع ونقرأ ونشاهد يوميا نبوءات لم ولن تحدث ،لأن النبأ يجب أن يبنى على معطيات صحيحة ،فقط وحدهم الأنبياء من تصدق نبوءاتهم لأنها وحي
والدارس لعلم الأرصاد الجوية يمكنه أن يطلق نبوءته بناءا على معطيات علمية دقيقة وفي كثير من الأحيان لن تحدث ويذهب مجهوده العلمي سدى
أما الذين يتحدثون يوميا عبر شاشات التلفزيون ويطلقون العنان لتنبؤاتهم المستقبلية رغم عدم حدوثها مرارا وتكرارا فهم لاشك يطلقونها من القلب لا من العقل ،فالعقل يجمع المقدمات والمعطيات ويقارنها بالحلول فيستخرج أحكاما أو أنباء يمكن حدوثها مع إحتمال عدم الحدوث، وحينما تصبح حدثا تصير خبرا يتناقله الجميع ،بينما القلب يستعمل الأحاسيس التي تتحكم فيها العواطف فيظهر للناس أن كان المتكلم يحلل الأمور عن حب أو عن كره وبغض وضغينة
ختاما فإن الذي يجب أن يعرفه من يدخل بيوت الناس من غير إذن ويشاهده ملايين العامة من الشعب أن التحليلات الإعلامية حتى وإن تخللتها توقعات يجب أن تراعي ما يحيط بها من معطيات وحقائق يجمعها الفكر بكل نزاهة بعيدا عن أي تأثيرات عاطفية خدمة لطرف هنا وآخر هناك .
ما عدى ذلك فهو إدعاء نبوة وإدعاء علم ومعرفة يرفضه كثيرون وتتقبله فئة تقودها مصلحة شخصية
فكفوا عن إطلاق نبوءاتكم وقد تنبأ مسيلمة قبلكم لكن التاريخ سماه بالكذاب