اخطر منصب في الفريق
مالم يكشفه ال var

بقلم / فريد نزار
فريق كرة القدم ليس مجرد لاعبين ومدربين ومسيرين، وجهاز طبي، بل أمور أخرى لا نعرفها، فهل تعرفون دور أمين العتاد؟
إنه من يقوم بتجهيز ملابس الفريق وتحضيرها سواء التي يتم ارتداؤها في المباريات والتمرينات فضلا عن تجهيز أغراض التدريبات والكرات، إن دوره مهم جدًا أشبه بحارس المرمى بل أهم من ذلك فقد يغيب الحارس الأساسي ويعوضه البديل ويفوز الفريق، وقد يغيب الرئيس ولا ينتبه أحد، لكن إن غاب حارس العتاد فستخسر المباراة.
هذا هو الواقع، مع أن رواتب هؤلاء ضئيلة جدًا ولا تعادل أجرة يوم واحد مما يتلقاه اللاعبون..
في شباب باتنة كان أمين عتادنا أخي “خميسي محمدي” أمينا بكلّ ما تحمله الكلمة من معنى فقد حفظ سر الفريق وصان الأمانة وقام بالواجب وزيادة طوال سنوات رئاستي لـ “الكاب” فلم يكن يطّلع على سرّنا أحد.
في مباراة الكأس في سوق أهراس، طلبنا من اللاعبين عقب التأهل إعادة القمصان حتى نلعب بها الدور الموالي، وكانت المفاجأة اختفاء قميص أحد اللاعبين ومعنى هذا ضياع البذلة كلها فالقميص للاعب أساسي.
وُجِّهت أصابع الاتهام حيال هذا الإهمال لأمين عتاد النادي، واتخذت قرارا سريعا بتفتيش جميع الحقائب لنعثر على ما ضاع في حقيبة أحد المسيرين، حزّ كثيرا في نفسي أننا اتهمناه مع أنه بريء في حين برأنا المتهم.
هذا في فريقي، و في فرق أخرى لا أضمن أن جميع أمناء العتاد مخلصين، فهناك من استعملناهم في جلب معلومات وأسرار عن منافسينا..
في إحدى المباريات المصيرية لفريقنا اقترح المدرب توظيف من يراقب منافسنا طيلة الأسبوع خلال تدريباته لنتوصل إلى الطريقة التي يلعب بها وبمن سيلعب وغيرها من التفاصيل، فعثرنا على جاسوس أعطانا كل شيء بدقة شديدة، ولمّا طلب مني أن أسدد أجره وبعد أن طلبنا منه رقم هاتفه اكتشفنا بأنه حارس عتاد الفريق المضيف..أليس هذا أخطر منصب في فريق كرة القدم ؟