ردّها على ديشامب إن استطعت…

هجوم معاكس

بقلم : جعفر بدر الدين

مرة أخرى يعود الحديث عن حسام الدين عوار…وكأن به ملف لا يراد له الغلق النهائي،..

وحتى وإن كان الخيط الأبيض قد تبيّن من الأسود، عندما راح عوار يعبّر عن مدى فخره بحمله لألوان الديكة، ضاربا عرض الحائط آمال شعب كامل أراده محاربا، لكن، مرة أخرى، سرعان ما أخذ اللاعب حيزا مهما في الفضاء الأزرق، بين متشفّي وناقم ومهلّل لعدم استدعاء المدرب ديديي ديشامب للاعب عوار في المقابلات الثلاث التي تنتظر منتخب فرنسا.

ولأن السواد الأعظم من متتبعي الكرة في الجزائر مختصون وعارفون بخبايا وقوانين ولوائح كرة القدم، تعاقبت التعاليق عن إمكانية التحاق اللاعب بـ”الخضر”، دون أن يتناسوا في تعاليقهم أنه ضرب من المحال في ظل تواجد جمال بلماضي، الذي كان انتقاده لاذعا لتحايل عوار في إعلان رغبته حمل ألوان الديكة.

وأنا أكتب هذا العمود المتواضع استحضرني ما قاله الشاعر محمود درويش عن كرة القدم التي اعتبرها فسحة تنفس، تتيح للوطن المتفتت أن يلتئم حول مشترك ما…  هذا هو حال الجزائريين الذين تفرّقتهم تارة نعرات غلو في الوطنية وتارة أخرى توجهات سياسية، إلا أنك سرعان ما تجد الجمهور الرياضي يهب هبة رجل واحد ضد كل من تسوّل له نفسه أن يتعدى عن الألوان الوطنية…

وإن كنّا لا ندري في أي خانة نضع ما تلفظ به عوار، عندما صرح مستفزا الجزائريين وبلماضي: “اللاعب الأفضل يلعب للمنتخب الأفضل”!!، هل هو طيش شباب؟ أم أنها لحظة غضب؟ أم قناعة راسخة في رفض البلد الأم واختيار الديكة؟

مرة أخرى، لست هنا للرد مكان اللاعب، فإن كان كلام في لحظة غضب فسيكون أفضل كلام يندم عليه طوال حياته، خاصة وأن اللاعب كان لفترة ما كبير في قلب الجزائريين وموقفه جعلهم يضحكون على سخافة ظنونهم.

لا أجزم أن عوار كان اختار الديكة عن قناعة وربما كان مترددا… والتردد ضعف ناجم عن خوف الندم في المستقبل، لكن يشاء القدر أن يضعه أمام محك و فضل عليه لاعبين يعطونه ضمانات أكثر… فهل يا ترى ستكون لـ”عوار” الجرأة نفسها في الرد على ديشامب مثلما ردّ على بلماضي؟؟؟…

 آمل أن يصمت،  فلا شيء أجمل من الصمت عندما تخيب الظنون

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى